.بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نسعين
هيا بنا ايها الاخوة الاحباب
نقطف من كل بستان زهرة ومن كل نبعا قطره
الجزء الاول
سئل
الحسن البصرى عن سر زهده فى الدنيا فقال أربعة أشياء: علمت أن رزقى لا
يأخذه غيرى فاطمأن قلبى، وعلمت أن عملى لا يقوم به غيرى فاشتغلت به وحدى،
وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن يرانى عاصيا، وعلمت أن الموت ينتظرنى
فأعددت الزاد للقاء ربى.
هكذا الدنيا: صغير
ود لو كبرا، وشيخ ود لو صغرا، وخال يشتهى عملا، وذو عمل به ضجرا، ورب
المال فى لعب، وفى تعب من افتقرا، وهم لو آمنوا بالله رزاقا ومقتدرا ، لما
لاقوا الذى لا قوة لاهما ولا كدرا.
مرض أحد الحكماء
ولكنه أمر بألا يؤذن لأحد من زواره بالدخول عليه، فلما شفى أنكر عليه
اصحابه ذلك، فوضح لهم وجهة نظره ، فقال عوادى ثلاثة: صديق وعدو وثالث ليس
بعدو ولا صديق، أما الصديق فإنه يتألم لرؤيتى مريضا وهذا ما لا أرضاه له ،
وأما العدو فإنه يشمت بى وهذا ما لا أرضاه لنفسى وأما الثالث فلا حاجة به
ولا بنا لزيارته.
يا من تمتع بالدنيا وزينتها، ولا تنام عن اللذات عيناه، شغلت نفسك فيما لست تذكره، تقول لله ماذا حين تلقاه
قال أحد الحكماء: العجلة من الشيطان إلا فى خمسة : زواج البكر، وإطعام الضيف، وقضاء الدين، والتوبة من الذنب ، ودفن الميت
اصطاد
صياد سمكة كبيرة وأبصره أحد حاشية الأمير فاغتصبها منه بدون ثمن، فقال له
الصياد: إنما أردت أن أبيعها وأشترى قوتا لعيالى، فقال له: "البر والبحر
ملكنا وما فيهما، ولا شئ لك عندنا"، فنظر إليه الصياد وقال بنفس حار "
اللهم إنه تقوى علىّ بجاهه فأرنى قوتك فيه"، فعضته السمكة فى إصبعه فأحدثت
به جرحا أحدث تسمما، وسرى التسمم فى الكف ثم الذراع، فأمر الطبيب بقطع
ذراعه، ولما أحس بالهلاك وقف فى السوق يبكى وينادى " من أراد أن ينظر إلى
عاقبة الظلم والبغى فلينظر إلىّ"..